كلية علوم الأغذية

تعزية بذكرى اربعينية الامام الحسين (ع)

463 مشاهدة

9/28/2021

علوم الاغذية

 تتقدم عمادة كلية علوم الاغذية بجامعة القاسم الخضراء باحر التعازي وأعظم المواساة الى الامام الحجة المنتظر(عج) ومراجع الدين العظام وجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بذكرى اربعينية استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) يوم العشرين من شهر صفر الحرام ، وفي هذه الذكرى الاليمة خطت انامل أ.م.د. مهدي حسن حسين / رئيس قسم علوم الاغذية هذه المقالة التي تصور تلك الفاجعة التي لازلنا الى اليوم نستلهم منها دروس التضحية والايثار والوقوف بوجه الظلم واعلاء كلمة الحق . فما احوجنا اليوم الى التمسك بخطى الامام الحسين (عليه السلام) و قيمه النبيلة. السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى أولاد الحسين، وعلى أصحاب الحسين.

اربعينية الامام الحسين (ع) تجديد العهد لقيم ومبادئ التضحية والشهادة

بقلم الدكتور مهدي حسن العكيلي

يوم ليس ككل الايام انه اربعينية سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام انه يمثل عزاءا للرسول (ص) ولأمير المؤمنين (ع) وللزهراء سيدة نساء العالمين (ع) وللائمة المعصومين الاطهار (ع) فقد تهافتت القلوب قبل الاجساد في مشهد قل نظيره من المحبة الفطرية الصادقة المزروعة في القلوب والتي تجدها بصورة واضحة لايمكن ان تجسدها بكل تفاصيلها ارقى لوحة ولا اعظم كاميرا في الوجود ولايغطيها اضخم مقال او كتاب انها صورة العشق الحسيني المتجدد طوال القرون هذا العشق الذى اعطى صورة ومعنى متجدد حتى للقيم النبيلة فقد اصبح للكرم والضيافة والايثار معنى اسمى وابهى من معانيها المعروفة،  انها ايضا تمثل تجديد العهد وتذكير النفوس بالتعاليم الإلهية ، تجديد العهد مع الأخلاق السامية والقيم النبيلة ,  تجديد العهد مع معاني التضحية والفداء ، تجديد العهد مع مبادئ الثوار الشرفاء ، إنها محطة مراجعة الحسابات مع النفس لتذكر الإنسان بالواجب والتكليف الالهي ولتذكر الإنسان ايضا بمشاهد الآخرة لتقف أمام الدنيا في رغباتها. انها وقفة تمثل تجديد العهد والبيعة لنهضة الحسين والتي تمثل انتصار مبادئ العدل والاستقامة ونكسة للطغاة والعصاة وثورة على النفاق .. ثورة على التملق للحكام الظالمين المتسترين باسم الدين ومن الامور المهمة التي تجسدها هذه الزيارة وعلى مستويات مختلفة ويجب الانتباه اليها والتي تجعل الزيارة بأبهى صورها :

1- ان هذه الزيارة أريد لها أن تكون مدرسةً عقائديةً وتربويةً وأخلاقيةً ، وهي تحمل الكثير من كنوز العلم والمعرفة والعقائد الحقَّة والأخلاق الحسنة والسلوك الطيّب ومعاني الولاء الصادق فحريٌ بنا أن نأخذ منها هذه الكنوز وننتهل من معينها.                                                                                         

2- التمعُّن في مفردات الزيارة والتفقه في معانيها وأبعادها المختلفة.

3- التفاعل مع هذه المدرسة تفاعلا شاملا بالعقل والفكر والقلب والمشاعر.

4-ترجمة العلوم التي نستحصلها من هذه المدرسة الى واقِعٍ عمليٍ مُعاش في جميع مجالات الحياة.                       

5- مراجعة النفس ومحاسبتها بشكلٍ دائم.

6-التحلِّي بالوعي والمعرِفة لأهداف ثورة الإمام الحُسين وأبعاد نهضته الخالدة.

ان المخرجات الايجابية لزيارة الأربعين وكيفية استثمار هذه المناسبة السنوية الكبرى لصالح العراقيين والمسلمين من الامور المهمة جدا والتي يجب ان تأخذ  بنظر الاعتبار وبجدية اكبر لأنها تمثل اكبر تجمع بشري في العالم.

ومن  اهم المخرجات الايجابية لزيارة الاربعين:-

1-لقد أدت زيارة الأربعين وظيفتها الأساسية وهي المحافظة على التواصل وتجديد العهد بين المسلمين وسيد الثائرين.   

2- حث الانسان على الثورة على الظلم والطغيان والظروف السيئة، وعدم الخضوع لها والقبول بالامر الواقع.

3- تعزيز التعايش والمحبة بين الناس وتشجيع التواصل الايجابي بينهم بالرغم من اختلاف الثقافات والافكار والميول الاجتماعية والمناطق الجغرافية.

4- تخليد لرمز من رموز التحرر والثورة ضد الحاكم الطاغية الظالم، وهي تصلح كملهم للشعوب في كل زمان ومكان لرفض الظلم والتضحية من اجل الحرية، خصوصا وان رمزها شخصية لها مواصفات متكاملة من حيث السلوك والانتماء والتمسك بالمبادئ، فهو مثال للقدوة التي يفتخر بها اذا ما قارناها بشخصيات يتخذها بعض شبابنا كقدوة للنضال والتحرر اليوم.

 اما فيما يخص استثمار هذه المناسبة، رغم اعتقادي انها لم تستثمر الاستثمار الامثل عراقيا، ولكن يجب ان يتم الانتباه لهذه الامور على المستوى الحكومي والديني وهي امور عديدة لايتسع المجال هنا لذكرها ومنها:-

1- تعزيز المنهج الحسيني كقيم وسلوك في نفس الانسان ، وعدم التركيز فقط على الشعائر والطقوس، رغم أهميتها.

2- استثمار المناسبة كقوة ناعمة عراقية للتأثير في الشعوب ومؤسسات صنع القرار في الدول الاخرى.  

3- العمل على تطوير الفن والادب من وحي المناسبة، وعدم جعل مظاهرها مقتصرة على الزيارة العابرة للزائر المحلي او الاجنبي، فتنويع مظاهر الفعاليات بإيجاد السينما والادب والشعر والتمثيل الحسيني امر مفيد، لاسيما عندما يترافق ذلك بأسابيع فنية ترتبط بالمناسبة وتنفتح عليها.

4-اعادة صياغة علاقتنا بالسيرة الحسينية، ففي هذه السيرة من المفاهيم والأسس والمبادئ ما بوسعها أن توحدنا وتنتشلنا من واقعنا المزري والذي يعج بالتخلف والفساد وسرقة المال العام والذيلية والخضوع للأعداء والتفسخ الأخلاقي إلى واقع جديد نستطيع من خلاله اللحاق بمن سبقونا في التنمية والتقدم.

ستبقى ثورة الحسين (ع) على مر الزمن حدثا استثنائيا ففيها الهام للمفكرين والمصلحين والمثقفين كونها مدرسة تفردت بتعليم دروس الايمان والصدق والتضحية والايثار وكل المعاني والقيم النبيلة , وقد استثمر الكثير من رجالات التاريخ مفاهيم ثورة الحسين والانتفاع روحيا وفكريا من مبادئها ومن المواقف الانسانية السامية التي رافقتها , من اجل الوصول الى الكمال الانساني .

المكتب الاعلامي لكلية علوم الاغذية